هذا موضوع حساس ومتشابك مع مشاعر الناس وعواطفهم، والحديث فيه هو مغامرة محفوفة بالتآويل؛ لان الشخصيات التى تحارب الرأى، الخصوصية، العقل، الارادة والتفكير هى نفسها التى تعتقد انها وصية على النص، أو مسؤولة عن الرسالة. وهذا هو الاجحاف والقهر والجهل مجتمع فى جسد واحد. دعنى اخبرك ما أعتقد انه الحقيقة؛ الاسلام ليس تتابع سماوى للديانات الابراهيمية كالعبرانية والعيسوية، بل هو اصحاح للغط الدينى الموروت واساسُ للعلاقة الروحية بين الخالق والمخلوق. الاسلام هو الحركة النصحيحية لهذه الديانات التى اصبحت احتفالية وكهنوتية اكتر منها روحانية وبرنامج عمل. لقد تحولت رسالة موسى من تغيير جدرى لثقافة حكومية الى مؤسسة عبرانية مغلقة، همها الاول هو وثنية الذات على حساب الرسالة. نحن نشاهد ذلك متضحا اليوم فى الخطاب اليهودى الذى هو دفاع عن دهور القهر وتبرير مُمنهج لفعائل الحاضر. العيسوية هى الاخرى لجأت الى المحور المؤسساتى فى بنائها للكنيسة وقطعها لكل الرؤوس المناهضة لسلطتها وقهرها للتفكير "الطبيعى" فى اوروبا والذى قد حارب الكنيسة طويلا حتى ُقهر تماما من خلال جنود الكنيسة المتطرفة. ورغم ذلك لاتزال الطقوس "الطبيعية" مختزلة فى اليوميات والعادات الكنسوتية اليوم. المسيحية اليوم هى دين قساوسة وكنائس وليس الدين الذى دعى له المسيح. الاسلام حاول جاهدا ان لا يبنى مؤسسة المسجد حتى لايقع فى نفس المحظور الذى قد يذهب بالدين برمته. الاسلام دين عقل وليس دين شيوخ او رهابنة، اى ان العلاقة بين المسلم والنص القرآنى والخالق هى علاقة كلية وكاملة، ولاتحتاج الى معونة مؤسساتية على الاطلاق. ان الخطر المحدق بالاسلام يقبع فى هذه التكاوين الرسمية، التى تنهر الاجتهاد وتقمعه وتؤسس لقدسية الفتوى. ان الفتوى فى الاصل هى الرأى البديهى لإشكالية فلسفية وليست عبادية، فالعبادة تلائم بين السنة والبيئة، ليس أكثر ولا أقل. مرة اخرى الاسلام دين العقل لا الأدلجة، دين مختلف فى المبدأ، فنحن لا نعرف بابوات ولا قساوسة يمنحون الغفران بل هو دين: قدسية العلاقة الشخصية بين الخالق والمخلوق، دين الحجاب النفسى عن المعاصى وليس دين الخيم السوداء التي تجول الشوارع كالغراب، دين الاعتبارات الاريحية اليسيرة وليس الفتاوى والشيوخيات التى تملأ أمكنة العبادة اليوم.
على العرب القوميين ان ينبذوا شوفونيتهم بتعريفهم ان الاسلام دين العرب، فالاسلام دين الجموع ولنا الشرف فى تكلمنا للسانه الأول وفقط.
على العرب القوميين ان ينبذوا شوفونيتهم بتعريفهم ان الاسلام دين العرب، فالاسلام دين الجموع ولنا الشرف فى تكلمنا للسانه الأول وفقط.